أهلاً بكم في رحلة حصرية إلى عالم العود مع عزيز الشلهوب ، الخبير والمزاد الرائد في هذا المجال. أبو سعود، المعروف بأبو سعود، يجلس معنا ليناقش تعقيدات العود المذهلة، وندرته، وأحدث توجهات السوق.
ندرة العود: حلم جامع التحف
بحسب أبو السعود، يُعدّ عالم العود النادر بمثابة بحثٍ دائم عن الكنوز. ورغم المخاوف من اختفاء العود عالي الجودة، تستمرّ الاكتشافات الجديدة في الظهور، مما يُثبت أن سوق العود الاستثنائي لم ينضب بعد.
ويوضح أن "العود النادر" ليس نوعًا واحدًا، بل فئة يتم تحديدها من خلال مجموعة من العوامل:
-
الخشب نفسه: العمر والكثافة والتكوين الطبيعي للراتنج.
-
الأصل: المنطقة التي ينحدر منها العود، مثل الأنواع الهندية القديمة، أو الكمبودية، أو البورمية.
-
القصة: أصل العود، خاصة إذا كان جزءًا من مجموعة تاريخية أو كنز موروث.
يعرض أبو سعود قطعة عود نادرة رائعة، يصفها بأنها "متحجرة"، ذات ملمس كثيف وصلب، أقرب إلى الحجر منه إلى الخشب. وهذا دليل على ارتفاع نسبة الراتنج فيها، وهي سمة مميزة للندرة الحقيقية.
فهم الدرجات: من الطبيعي إلى المحسن
ولمساعدة المستهلكين على التنقل في السوق، يقوم أبو السعود بتقسيم درجات العود المختلفة.
-
العود الطبيعي: أنقى أنواع العود، دون أي تدخل بشري. يُحصد من الأشجار البرية، ويتميز برائحة غنية وأصيلة.
-
العود المزروع: يُزرع هذا النوع في المزارع، حيث يستخدم المزارعون أساليب مثل ثقب الشجرة بالمسامير أو الأدوات لتحفيز آلية الدفاع الطبيعية التي تُنتج الراتنج. يتميز العود الناتج بجودة عالية ومتوفر على نطاق واسع.
-
العود المُحسَّن (المُحسَّن): يُصنع هذا النوع من خشب العود منخفض الجودة، قليل الرائحة الطبيعية أو معدومة. يُحسَّن بخلطه مع مزيج من نشارة العود ومادة رابطة كيميائية لمنحه رائحة قوية. مع أنه خيار جيد للمناسبات، إلا أنه يفتقر إلى عمق ونقاء العود الطبيعي.
رائحة الصين: منافس جديد
يُقدّم أبو سعود لاعبًا جديدًا ومثيرًا للاهتمام في سوق العود: العود الصيني . ويوضح أن الصينيين يحاولون زراعة عود فيتنامي نادر يُسمى "كينام"، وهو معروف بخصائصه الطبية ويحظى بتقدير كبير في اليابان والصين. وبينما فشلت جهودهم في زراعة النوع الأصلي، نجحوا في تطوير نوع هجين جديد.
يتميز "العود الصيني" الناتج ببعض الخصائص الفريدة:
-
المظهر: له سطح شمعي لامع.
-
العطر: له رائحة مشابهة لرائحة Kinamm الأصلية، على الرغم من أنها ليست متطابقة.
-
طول العمر: يمكن أن تدوم قطعة واحدة لمدة تصل إلى 15 دقيقة على الفحم ، وهو وقت احتراق رائع يجعلها مثالية للاستخدام الشخصي والتجمعات الكبيرة.
أهمية التعليم
خلال النقاش، شدّد أبو السعود على أهمية المستهلك المثقف، وحذّر من ممارسات الاحتيال الشائعة، مثل:
-
التلوين: يستخدم بعض التجار الأصباغ الاصطناعية لجعل العود منخفض الجودة يبدو أغمق وأكثر راتنجية.
-
الغش: يتم خلط بعض أنواع العود بالغراء أو مواد رابطة أخرى لزيادة وزنه وجعله يبدو أكثر قيمة.
-
التسمية الخاطئة: غالبًا ما يستخدم مصطلح "العود الكمبودي" كمصطلح تسويقي للعود المحسن، حتى عندما لا يكون العود من كمبوديا.
ولتجنب هذه المشاكل ينصح أبو السعود المستهلكين بما يلي:
-
ابحث عن خبير جدير بالثقة: ابحث عن بائع مطلع وشفاف بشأن منتجاته.
-
فحص العود: ابحث عن اللون الداكن الغني، والملمس الكثيف، والرائحة النقية غير المغشوشة.
-
استخدم مصادر متعددة: لا تعتمد على رأي واحد. استشر عدة خبراء للحصول على فهم شامل لجودة العود.
فن الاستخدام: الحصول على أفضل ما في العود
وللاستمتاع برائحة العود بشكل كامل، يشاركنا أبو سعود ببعض النصائح النهائية حول كيفية استخدامه:
-
ترطيب الملابس أولاً: رش القليل من العطر أو ماء الورد على الملابس قبل حرق العود يساعد على تثبيت العطر على القماش، مما يضمن رائحة تدوم طويلاً.
-
امزجه مع المسك: لرائحة أغنى وأكثر تعقيدًا، ضع لمسة من المسك على نقاط النبض قبل وضع زيت العود. هذا المزيج يُضفي لمسة عطرية فريدة وأنيقة.
تُعدّ معرفة أبو سعود الواسعة وشغفه بالعود دليلاً على خبرته الواسعة. وتفانيه في تثقيف المستهلكين والحفاظ على نزاهة هذه التجارة العريقة خدمةً جليلةً لجميع عشاقها.